نـظــريــة داروُن فـي الانـجــيــــــــل

يعتقدالكثيرون إن نظرية النشـوء وألإرتقـاء غريبـةُُ عن الإنجيـل, ولكن الواقـع هو غيـر ذلك تمـامـاََ فـإن أسـاسـات النظرية مذكورة بطريقة غريبة في الإنجيـل المقـدس تكـادُ تـكـون متطابقة تمـامـاََ فعلينـا أن نفهم مـا تقولهُ نظرية النشـوءِ وألإرتـقـاءِ ونقـارنـهُ مع الانجيـل فتقول النظريـة مـا يلـي :

إن الحيـاة نشـأة أولاََ في البحـارِ والميـاهِ وإبتـدأت بتكويـن الخليـة الواحـدة على سـواحـل وضفـافِ الانهـارِ ثُـم تطورت وأصبحت خليتيـن ثُم ثـلاثة وإستمرت على هذا المنـوالِ حتى إكتملـت الحيـاة في البحـارِ ثُم تبعتهـا في التطورِ البرمـائيـاتُ وبعدهـا أتـت الطـيـورُ ثُـم تبعتهـا اللبـائـنُ من ذاتِ العمودِ الفقري والحيوانـات الاخرى كـألوحوشِ ثُم القـرودِ وبعدهـا جـاءَ الإنـسـان كمرحلةِِ أخيرة من هذا التطورِ .

وتقول النظرية إن هذا التطور نشـاَْ صدفةََ وبطفراتِِ من حـالةِِ الى أُخرى أعلى من التي قبلهـا , وإن الطبيعـة هي التي قـامت بتطوير الكـائـن الحي من شـكـلِِ الى آخـر حسـبِ حـاجةِ الطـبيعةِ والتطـور نحو الاحسـن, وكـأن الطبيعة تُفـكِـرُ وتخطِـطُ وتحسِـنُ كمـا لو كانـت هي الخـالقُ المبـدِعُ الذي يُطَورُ إنتـاجـهُ مرةََ بعـد أُخـرى, ولكـن النظـريـة تتـنـاسـى أن تُوضِـحَ لنـا كيـفَ تُطورُ الطبيعـةُالكائنـات حسـبِ الحـاجـةِ والصـدفـةِ .

فلـو كـانـت الصـدفـةُ هي العـامِـلُ الفـاعِـلُ للتطـورِ فكيـفَ يـأتي هذا الـتـسـلـسـل والـتـنـاسـق ومـا هي إحـتـمـالاتـهِ؟؟ هـل هـو واحـدُُ من بلايـيـن البـلايـيـن أو واحِـدُُ من المـالانهـايـة ؟؟؟

والاهمُ من ذلك تـتـنـاسى النظرية طريقةَ التكاثرِ فهي تخـلِقُ أو تُطورُ لنا كائـنـاََ ذكراََ ثُم لا تقولُ لنا كيف تطورُ الطبيعة وتخلِـقُ الانثى ,فمـا هي إحتمـالات تطويـر الانـثـى هـل هي واحـد من المـالانهـايـة لهُ , وهـل تقومُ الطـبيعـةِ بـدراسَـةِ وإبـداعِ علمِ المورثـاتِ والكروموسومات والجينـات ام تعمـل عشـوائيـاََ وبـالصدفةِ فهي إن طـورت لـنـا بـالصدفةِ على سـبيلِ المثـالِ كلبـاََ ذكراََ فكيـف تُـنتِـجُ لـنـا كلبـة أُنثى بنفـسِ الصـدفـة وكيـفَ سـوف تقـسِـمُ لنـا الكروموسـومـات والجيـنـاتِ في بويضـةِ الانثى وحيـامـن الذكـر وتـنـاصفـهـا بـالضبطِ لكي ينتُـجَ لـنـا جنيـنُُ كلـبـاََ ذكـراََ أو أُنـثى مشـابهـاََ لوالـديـهِ ؟؟ فما أدرى الطبيعـة التي تعمـلُ كـلَ شـيْ بـالصدفـةِ عن الحـاجـةِ الى تطويـر شـيئـاََ مـا إسـمـهُ الانـثـى مختلـفـةََ مـع الذكـرِ ومشـابهـةَ َ لـهُ لا بـل مكملـةََ لـهُ في كلِ شـيْ. لـهـا في بـيـضتُـهـا الـنـصـف المكمـل للـنصـف الاخـر لكـرومـوسـومات وجـيـنـات حيـامـن الذكـر لكي يسـتمر الجنـس والنوع من جيـلِِ الى جيـل على ممـر الزمـن .

( 1 )

والان بعد أن رأينـا الخطوات الرئيسـية لفكرةِ نظـريـة داروُن للـنـشـوء والارتـقـاء نلخِصُهـا بمـا يـأتي :

نـشـوء الخلـيـة الواحـدة البسـيطة ثُم تجمـع الخلايـا لإنتـاج الاعضـاء ثُم إنتـاجُ أجنـاسـاََ أكثرُ تعقيـداََ كـألاسـمـاك وأشـكـال الحيـاة المختلفـة في البحارِ ثم البرمـائيـاتِ والطيـورِ ثم الحيوانـات اللافقـاريـة والفقـاريـة واللبـائـن كـالـبـهـائـم والوحـوشِ ثُم القـرودِ وأخيـراََ الانـسـان. أليـس هذا هـو مختصـر ما تقولهُ النظـريـة ؟؟؟

والان دعنـا نرى كيـف يـروي لنـا الكتـابُ المقـدسُ نشـوءَ الخـلـق وكيـف إبـتـدأ الخـالـق؟؟

تـكويـن ( 1 - 1) : في البـدءِ خلقَ اللهُ السـماوات والارضَ.( 2 ) وكانـت الارضُ خـربـةََ وخـالـيةََ وعلى وجـهِ الغمرِ ظلامُُ وروحُ الله يـرِفُ على وجـهِ الميـاهِ.( 3 ) وقال اللهُ ليـكُـن نــورُُ فكـان نـورُُ (4) ورأى اللهُ النـورَ إنـهُ حسـنُُ. وفصـلَ اللهُ بيـن النـورِ والظـلامِ ( 5 ) وسمى اللهُ النورَ نهـاراََ والظلامَ سماهُ ليلاََ. وكـان مساءُُ وكـانَ صبـاحُُ يوم ُُ واحـدُُ . ( 6 ) وقال اللهُ ليكن جلـدُُ في وسطِ الميـاهِ وليكن فـاصلاََ بين مياهِِ وميـاهِِ. ( 7 ) فصنعَ اللهُ الجلدَ وفصلَ بين المياهِ التي تحت الجلدِ والمياه التي فوقَ الجلدِ فكان كذلك. ( 8 ) وسمى اللهُ الجلـدَ سـماءََ. وكانَ مساءُُ وكان صبـاحُُ يومِ ثـانِِ. ( 9 ) وقال اللهُ لتجتمعِ الميـاهُ التي تحـت السماءِ الى موضعِِ واحـدِِ وليظهـرِ اليـبَـسُ. فكان كذلك. ( 10 ) وسمى الله اليبـسَ أرضـاََ ومجتمـعَ الميـاهِ سـماهُ بحـاراََ. ورأى اللهُ ذلك إنـهُ حسنُُ.
( 11 ) وقـال اللهُ لـتُـنـبِـتِ ألارضُ نـبـاتـاََ عُشـباََ يـبـزِرُ بَــزراََ وشـجـراََ مُثـمِـراََ يُخـرِجُ ثَـمَـراََ بحسـبِ صِـنفِـهِ بِـزرُهُ فيـهِ على الارضِ فكان كذلك. ( 12 ) فـأخرجـتِ الارضُ نبـاتـاََ عُـشـبـاََ يُبـزِرُ بِـزراََ بحَـسَـبِ صِـنـفِـهِ وشَـجـراََ يُخـرِجُ ثَـمـراََ بِـزره فيـهِ بحسـبِ صنفـهِ. ورأى اللهُ ذلك إنهُ حسَنُُ.

( 13) وكان مسـاءُُ وكانَ صـبـاحُُ يـومُُ ثـألِـثُُ. ( 14 ) وقال اللهُ لِـتَـكُـن نيـراتُُ في جلَـدِ السماءِ لتفصـل بين النهارِ واللـيـلِ وتـكـونَ لأِيـاتِِ وأوقـاتِِ وأيـامِِ وسـنـيـنَ. ( 15 ) وتكون نـيـراتِِ في جلـدِ السـماءِ لـتُضيَْ على الارضِ. فكان كذلكَ. ( 16 ) فصـنَعَ اللهُ النـيريـينِ العظيمينِ النـيـرَ الاكـبـرَ لحكـمِ النهـارِ والـنـيـرَ الاصغـرَ لحكـمِ الليـلِ والكـواكـبِ ( 17 ) وجعلهـا اللهُ في جـلـدِ السماءِ لِـتُضيَْ على الارضِ ( 18 ) ولتحكـمَ على النهـارِ والليـلِ وتَفـصِـلَ بين النورِ والظـلامِ ورأى اللهُ ذلك إنـهُ حسنُُ. ( 19 ) وكان مساءُُ وكانَ صباحُُ يومُُ رابـعُُ. ( 20 ) وقال اللهُ لِـتَـفِـضِ الميـاهُ زَحافـاتِِ ذاتَ أنـفُـسِِ حيةِِ وطيـوراََ تطيـرُ فوقَ الارضِ على وجهِ جلدِ السماءِ ( 21 ) فخلقَ اللهُ الحيتـانِ العظـامَ وكـل دابِِ من كلِ ذي نفسِِ حيةِِ فاضت بهِ المياهُ بحسبِ أصنافِـه وكلِ طائِـر ذي جناحِِ بحسَـبِ أصنافـهِ . ورأى اللهُ ذلك إنهُ حسـنُُ. (22 ) وباركهـا اللهُ قائلاََ إنمـي واكثري وإملإي الميـاهَ في البحارِ وليكثر الطيـرُ على الارضِ. ( 23 ) وكان مساءُُ وكانَ صباحُُ يومُُ خامـسُُ. ( 24 ) وقال اللهُ لتُخـرجِ الارضُ ذواتِ أنفُـسِِ حيـةِِ بحسبِ أصنافهـا بهائـمَ ودبـابـاتِِ ووحوشَ أرضِِ بحسبِ أصـنـافهـا. فكان كذلكَ ( 25 ) فصنـعَ اللهُ وحـوشَ الارضِ بحسـبِ أصـنـافِـهـا والـبهـائـمَ بحسـبِ أصنـافهـا. ورأى اللهُ ذلك إنـهُ حسـنُُ.

( 2 )

( 26) وقال اللهُ لنصنعِ الانسانَ على صورتنـا كمثـالنـا وليتسـلط على سمكِ البحرِ وطيرِ السماءِ والبهـائمِ وجميع الأرضِ وكل الدبـابـاتِ الـدابـةِ على الارضِ. ( 27 ) فخلقَ اللهُ الإنسـانَ على صورتـهِ على صورةِ اللهِ خلقهُ ذكـراََ وأُنـثـى خلقـهُـم ( 28 ) وباركهم اللهُ وقال لهم إنمـوا وإكثروا وإملاوا الارضَ وأخضعوهـا وتسـلطوا على سمكِ البحرِ وطيرِ السماءِ وجميع الحيوانِ الدابِ على الارضِ .

لقد تمت كتـابةُ سفر التكوين في وقت النبي موسى وهناك من يقول بعده بكثيـر أيـام النبي عزرا, وعلى أيةِ حال لم يكن ذلك في القـرنِ الثـامن عشر أو التـاسع عشـر أو العشرين , ولم يكن الكـاتب يعلمُ أي شـيْ عن نظريـةِ التكوين الضوئي للنبـاتِ وما هي العنـاصر الاساسية لإكمـالِ هذهِ العمليـة التي من دونهـا لن تسـتمر الحيـاة لا للنبـاتِ ولا للحيوانِ الذي يعتمدُ في غِذائـهِ على النبـاتِ, وكما نعلَـمُ اليوم إن نظرية التمثيـل الضوئي تقول إن النبـات يقوم بتصنيع غـذائه ( النـشاء ) بتوفر العنـاصر التـاليـة : المـاء, وغاز ثـاني أُوكسيد الكربون والضوء وبوجود مـادة الكلوروفيـل في النبـاتِ يستطع أن يُنتِـجَ مادةِ النـشاء اللازمة لغـذاء خلايـا النبـاتِ المختلفـةِ. ونحن نعلمُ إن الحيوان يعتمدُ في الاساسِ على النبـاتِ في غذائهِ فمـن أعلَمَ كـاتـبَ سفرِ التكويـن متطلباتِ عملية التمثيـل الضوئي؟؟ من الهَـمَـهُ تسلسل نظريةِ داروُن للنشـوءِ والإرتقـاءِ؟؟ فهـو قد كتب السفـرَ قـبـلَ النظريتيـن بمـا يزيد عن الـفِ سـنة؟؟؟ والآن دعنـا نـتـفحص معنى كلام كاتـب سفر التكوين ومدى مُطابقَتِـهِ للنظريتين حيـثُ يقول الكتـاب المقدس إن الله خلـقَ الخلـقَ كمـا يلـي :

( 1 ) خلـقَ اللهُ الارض الخربة الخالية المظلمة وكان روح الله يرِفُ على وجهِ الارضِ.

( 2 ) جـاء اللهُ بـالنـورِ ( ولـم يقُـل الشمـس أو القمـر ).

( 3 ) جـاء اللهُ بـاليبـس وأسـماهُ أرضـاََ ومجتمـعِ الميـاهِ سمـاهُ بحـاراََ .

( 4 ) قـال اللهُ لتُـنـبِـت الارضُ النبـاتَ ( العشـب والشـجر بـأنواعـهِ ) .

وكان كلِ هذا في الثـلاثـة ألايـام الاولى, أي إن الله خلق مسـتلزماتِ إدامـةِ النباتِ أولاََ والتي هي :

الارض والمـاء والـنـور ( وليس الشمس ) أي كل مستلزماتِ عملية التمثيل الضوئي أولاََ ثُـم بعـد ذلك خلـقَ اللهُ النبـاتِ بـأصنـافِـهِ عُشـبـاََ يبزِرُ بِـزراََ بحسـبِ صـنفِهِ وشـجراََ يُخـرِجُ ثمـراََ بـزرِهِ فيـهِ بحسـبِ صـنفِـهِ .

وهنـا بعدمـا تـم إجـادِ مستلزماتِ بقـاءِ الحيوانِ وغِـذائِـهِ جاء دور خلقِ الحيـوانِ كما يروي لنـا ذلك الكتـاب المقـدس في الفصل الاول للتكويـن فيقول :

( 5 ) خلق اللهُ الشمس والقمر والنجوم " لتكون لآيـاتِِ وأوقاتِِ وسـنـين" ( اليوم الرابع ).

( 6 ) خلق اللهُ بعد ذلك كل دابِِ من كل ذي نفسِِ حيةِِ فـاضت به المياهُ بحسب صنفهِ والحيـتـانِ الـعِـظـامِ ثم كـل طـائـرِِ ذي جنـاح يـطـيـرُ فـوق الارضِ على وجـهِ السـماءِ بحسـبِ أصـنـافِـهِ , وبـاركهـا اللهُ وقال " إنمي وإكثـري وإملاءِي الميـاهَ في البحارِ وليكثر الطيـر على الارضِ. ( اليـوم الخـامـس ) .

( 7 ) ثُـم خلق الله من الارضِ ذوات أنـفُـسِِ حيـةِِ بحسـبِ أصـنـافهـا بهـائم ودبـابـاتِِ ووحـوش أرضِِ بحسـبِ أصـنـافِهـا .

( 8 ) وأخيـراََ خلـق الله ألانـسـان على صـورتـهِ ذكــراََ وأُنـثـى وبـاركهُـم وقـال " إنـمـوا وإكثروا وإمـلاوا الارضَوأخضِـعوهـا. ( اليوم السـادس ) .

( 3 )

والان دعنـا نرى التسـلسـل الواضـح لنظرية النشوءِ والإرتقـاءِ لداروُن في الكتـاب المقدس:

أولاََ إبـتـدأ خلقُ جميع أصنـاف الحياة في البحـر من الخلية الواحدة الى الحيتـانِ العظامِ ثُـم الطيـور بكـلِ أصـنـافهـا ثُـم بعد ذلك الدبـابـات والوحوش والبهـائم بـأصنافهـا ثُم أخيراََ الانسـان.

نعـم هـذا هو نفـسُ تسـلسـل التطور في نظريـة داروُن ولكـن الفـرق بين الكِتـاب المُقدس والنظـريـة واضِحُُ جـداََ فنظريـة داروُن تعتمـد على الطفرات والصـدفة لتُطـورَ الخلق, أما الحقيـقة التي في الكتـاب المُـقدس فتقول " إن الخـالق يُـطورُ خَـلـقَـهُ بـتسلـسل واضَح محسـوب يعتمِـد النوع الواحد على الآخر وعلى التوازن البيـئي والوضيفي لكلِ كائـن ظمن المجمـوع العـام للمـخـلوقـات كـافـة. خـالِـقُُ أبـدع وصـنع الكـروموسـومـات والجيـنـات, ذَكَـراََ وأُنـثـى خلقهُـم بحِـسـابِِ محسـوب بـدون طفرات ولا صـدفـة وبحقيقـة صـادقـة نـاطقـة صِـدق الخَـلِـق وحقيـقـة الخـالِـقِ الـمُـبـدع .

عبـدالاحــد داؤد
5 / 9 / 3 9 9 1

( 4 )
"إرجع إلـى الصفحـة العربيـة "
"إرجع إلـى البـدايـة"
 

Hosted by www.Geocities.ws

1