لقد كـان آدم لا يعرف الخيـر والشـر وعليـهِ كـان كـالطفـل الصغيـر الذي لا يعرف أن يُـميـز بيـن الصـالح والطـالح. فـإن بقي على حـالـهِ يكـون خـالداََ بدون أن يعرف الخيـر أو الشـر , ويكـون الله في هذهِ الحـالةِ كـألوالد الأميـن على إبـنِـهِ يختـارُ لهُ الخيـر دائمـاََ. ولـذا إسـتعمـل إبليـس هـذهِ النقطـة في النقـاش مع آدم وحواء لكي يوقِـعَـهُم في الخطيـئـةِ والمعصيـةِ ليـتخلـص من هذا ألآبـن المدلل, كمـأ جـاء في:

تـك ( 3 - 1) : ..... أيقيـنـاََ قـال اللهُ لا تـأكُلا من جميـعِ شجـر الجنـةِ ( 2 ) فقـالت المرأةُ للحيـةِ من ثمـرِ شـجَـرِ الجنـةِ نـأكُـل ( 3 ) وأمـا ثـمـرُ الشـجرةِ التي فـي وســطِ الجنـةِ فـقـال اللهُ لا تـأكُلا مـنـهُ ولا تمَـساهُ كـيـلا تمـوتـا. ( 4 ) فقـالت الحيـةُ للمـرأةِ لَـن تَـمـوتـا ( 5 ) إنمـأ الله عـالِـمُُ أنكمـا في يـومِ تـأكُـلانِ منـهُ تنفتِـحُ أعينُكُمـا وتصيـرانِ كـآلهـةِِ عـارفي الخيـر والشـرِ.

وبهذهِ الطريقة تخـدع أي طفـل بـأن تقول لـهُ , "بـابـا لا يُحبـك ولكـنهُ خـأئـف أن تكبـر وتصبـح مثـلـهُ ولذا يقولُ لـكَ لا تفعـل هذا أو ذلك. وبعـد المعصية إنفتحـت أعيـن آدم وحـواء , وقـال الله:

تك ( 3 - 22) : وقـال الربُ الإلـه هوذا آدم قد صار كواحـدِِِ منـا يعرف الخيـر والشـر وألآن لعلـهُ يـمـد يـدهُ فيـأخـذ من شجرةِ الحيـاةِ أيضـاََ ويـأكـل فيـحيـا الى الـدهر ( 23 ) فـأخرجَـهُ الربُ الالـه من جنـةِ عـدنِِ .............. ( 24 ) فطـردَ آدم وأقـامَ شـرقي جنـةِ عـدنِِ الكـروبيـنَ وبـريـقَ سـيفِِ متقـلِبِِ لحراسـةِ طـريـق شـجرةِ الحيـاةِ.

( 1 )

فلو أكـل آدم من ثمـرِ شجرةِ الحيـاةِ لاصبحَ خـالـداََ ولكـان مـمكـناََ لهُ أن يفعـل الخيـر أو الشـر في أي وقـت , أي يصبـح الـه وبِـإمكـانِـهِ فعـل الشـر , ولمـا كـان الله كلي القـداسـة ولا يفعَـل الشـر أبـداََ لـذا وجَـب الطـرد لكي يتعلـم آدم ونسـله من بعـدهِ أن يختـاروا الخيـر ويرذلوا الشـر وليـس فقط أن يميـزوا بينهُـمـا , فبـعـد أن يعرف البشـر مـاهي نتيجـة الشـر وما يفعلـهُ بـالطبيعـةِ وكل شيءِِ في الوجـودِ ومـا تـفعلـه المعصيـةُ والمـوت الذي تجلِـبَـهُ للـروح والجسـدِ , وبعـد تسَـدِيد ثمـن المعصيـةِ والخطيئـةِ كـامـلاََ تمشـيـاََ مع متطلبـاتِ العـدلِ الالهي فحينئـذِِ يمكـن لآدم ونسـلهِ العودةِ الى الجنـةِ إذا إختـاروا الخيـرَ ونبِـذوا الشـرَ وإِتبعـوا الطريق التي أعدهـا الله لهـم وهي طريق الإيمـان وقبـول فِـداء إبـن الله يسـوع المسـيح الذي ينـوب عـن المُـؤمـن لاخـذِ القصـاص العـادل الذي يستحقـه عوضـاََ عنـهُ.

إن إيمـان المؤمن بـالمسيح وقبول فـدائـه ضروري لكي يُشـارك المؤمن المسيح بحيـاتِـه الابـديـة مـن حيـثُ إن الإنسـان نفسـه قـد مـات بـالخطيئـةِ ولم يبقى لـه حيـاة في ذاتِـهِ. كمـا ورد ذلـك في:

يوحنـا ( 6 - 47) : الحق الحق أقولُ لكـم من يـؤمن بي فلهُ الحيـاةُ الابـديةُ. .... (51) أنـا الخبز الحيُ الذي نزلَ من السمـاءِ ( 52 ) إن أكـل أحـدُُ من هذا الخبـز يحيـا الى الابـدِ والخبـزُ الذي سـأُعطيهِ أنـا هـو جسـدي لحيـاةِ العـالـمِ. ...... ( 54) فقـال لهـم يسـوعُ الحقَ الحقَ أقولُ لكـم إن لـم تـأكلوا جسـدَ إبـنِ البشـرِ وتشـربوا دمَـهُ فـلا حيـاةََ لكُـم في ذاتِكُـم. ...... (57) من يـاكل جسدي ويشرب دمي يثـبُت فيَ وأنـا فيـهِ. ( 58 ) كمـا أرسلني الآبُ الحيُ وأنـا أحيـا بـألآبِ فـألذي يـأكلُني يحيـا هـو أيضـاََ بي. (59) ..... من يـأكل هذا الخبـزَ فـإنـهُ يعيـشُ الى الأبـدِ.

والى هذهِ النقطـةِ تكـون هنـالـك ثـلاثـة شـروطِ قـد إكتملـت في الانـسـانِ وهي:
1 ـ خلقَ على صـورةِ الله .
2 - يعرف الخيـر والشـر , وعليـهِ أن يخـتـار الخيـر ويرذل الشـر .
3 ـ لـه المشـاركـة في الحيـاة الابـديـة التي للمسيح إذا قبِـل فداء المسيح واكل جسده وشـرب دمـه . ( أي اصبحت ..... له الحيـاة الابديـة )

وبعد إكتمـال الشزوط الثلاثـة أعلاه يمكـن عودةِ الانسـان الى الجنـة والبقـاء بحضرةِ الخـالقِ الى الابـد . فيقول المسيح :

( 2 )

يـوحنـا ( 17 - 5 ) :- والان مـجـدنـي أنـتَ يـا أبَـتِ عـنـدك بـألـمجـدِ الـذي كـانَ لي عـنـدك قـبـلَ كـونِ العـالـم.......( 11 ) أيُهـا ألآبُ القـدوسُ إحـفَظ بـإسـمِكَ الـذيـنَ أعطيـتَـهُـم لـي لـيـكـونـوا واحـداََ كمـا نـحـن واحـدُُ........ ( 17 ) قَـدسـهُـم بِـحَـقِـكَ , إن كَـلِـمَـتِـكَ هـي الـحق.......... ( 20 ) ولَـسـتُ أسـألُ مـن أجـلِ هـولاءِ فـقـط بـل أيضـاََ مـن أجـلِ الـذيـن يـؤمـنـونَ بـي عـن كلامِـهـم ( 21 ) ليـكونـوا هُـم أيـضــاََ فـيـنـا حتى يُؤمـنَ العـالم أنـكَ أنـتَ أرسـلتـني ( 22 ) وأنـا قـد أعـطـيـتُ لـهـم الـمـجـدَ الـذي أعـطـيـتَـهُ لي لـيـكونــوا واحـداََ كما نـحنُ واحـد ( 23 ) أنـا فـيـهِم وأنـتَ فيَّ لِـيَـكونـوا مُـكَمـلـينَ في الـوحدةِ حـتى يعـلَم العـالـم إنـكَ أنـتَ أرسـلـتـني وإنَـكَ أحـبَـبـتَـهُـم كمـا أحـبَـبـتـني .

فـسوف يَـتَحِـدُ بـأللـه تلاميـذُ المسيح والـمُؤمنيـن بـالفـادي عـن كـلامهِـم و يُـكَـمِـلُـوا في الـوحـدةِ بـعدَ أن يـكونـوا قـد وسِـموا بـوسـمِ الحيـاة , وقُـدِسـوا بـالـدمِ الطـاهِـرِ الـمُـراقِ على الصـلـيـبِ , وولِـدوا ولادةََ جـديـدة مـن الـمـاءِ والـروحِ , ومُـنِـحـوا الحيـاةَ بِـجَـسَـدِ ودمِ الفـادي , فالمسيح لهُ الـمجد يَـطـلِـبُ إضـافَـتَـهُـم الى الـوحـدةِ الثُـلاثـيـةِ ألأزلـيـةِ , لـيَـكونـوا مُـكَـمِـلِـيـنَ في الـوحدة ذاتِـهـا , وأن يـكـونَ اللـهُ هـو الـكـل في الـكـل كمـا كـان قبـل خلقِ أي شـيْ. فلقـد خلق اللهُ الانسـانَ وأحـبـهُ ووحـدهُ في الـذاتِ الالـهـيـة. فكـل المصـاعـب في هـذا العـالـم ليـسـت بشـيء إذا مـا قـورنـت بـالمجـد الآتــي للمـؤمنيـن .

عبـد الاحــد داؤد
4 / 1 / 1 0 0 2

( 3 )
"إرجع إلـى الصفحـة العربيـة "
"إرجع إلـى البـدايـة"
 

Hosted by www.Geocities.ws